في عالم السياسة، يُعد التوقيت عاملاً حاسمًا في نجاح أو فشل أي مشروع سياسي. وفي الحالة الخاصة بسلام، الذي كان في وقتٍ من الأوقات محط الأنظار بفضل حضوره القوي في المشهد السياسي، هنا يمكن التساؤل حول ما إذا كان قد خسر زخم اللحظة السياسية التي كانت تمنحه مساحة للمناورة والتأثير.
الزخم الأولي والتطلعات
عندما دخل سلام المشهد السياسي، كان يتمتع بزخم شعبي واضح، مدفوعًا بديناميكيات سياسية محلية وإقليمية ساهمت في تعزيز موقعه. لقد كان يُنظر إليه كبديل قادر على تقديم رؤية جديدة ومقاربة مختلفة للتحديات التي تواجه البلاد. دعمته بعض القوى السياسية والجماهير التي رأت فيه شخصية قادرة على إحداث تغيير ملموس.
تحديات الميدان السياسي
لكن السياسة لا تُدار فقط بالشعارات والطموحات، بل تحتاج إلى قدرة على المناورة والتعامل مع المتغيرات المتسارعة. وهنا، واجه سلام تحديات عديدة، منها:
• الصراعات الداخلية: الانقسامات داخل القوى التي دعمته في البداية أضعفت موقفه، مما جعله في بعض الأحيان عاجزًا عن تمرير مشاريعه.
• التغيرات الإقليمية والدولية: انعكست بعض التحولات الإقليمية على وضعه السياسي، حيث فقد بعض داعميه لصالح قوى أخرى استطاعت استغلال التغيرات لصالحها.
• الإدارة والأداء: رغم البداية القوية، إلا أن بعض قراراته لم تكن على مستوى التوقعات، مما جعله يفقد ثقة جزء من جمهوره.
هل هناك فرصة لاستعادة الزخم؟
رغم التحديات، يبقى هناك مجال لاستعادة المبادرة. فالتاريخ السياسي مليء بقصص الزعماء الذين تراجعوا ثم عادوا بقوة. لتحقيق ذلك، يحتاج سلام إلى:
• إعادة بناء تحالفاته: البحث عن شركاء جدد وإعادة كسب ثقة القوى السياسية التي تراجعت عن دعمه.
• تقديم رؤية واضحة: صياغة خطاب سياسي جديد يتناسب مع تطلعات المرحلة الراهنة.
• التحرك السريع والفعال: استغلال أي فرصة سياسية أو ظرف استثنائي لإثبات قدرته على التأثير.
الخاتمة
لا شك أن سلام فقد جزءًا من زخم اللحظة السياسية، لكن هذا لا يعني أن فرصته انتهت. فالسياسة تتغير باستمرار، ومن يمتلك القدرة على التأقلم وإعادة التموضع يمكنه العودة بقوة. السؤال الآن: هل يملك سلام الإرادة والاستراتيجية المناسبة لاستعادة موقعه؟