كتاب مفتوح إلى عون وسلام ، لبنان يحتاج الى أكثر من المواقف البيانية

كتاب مفتوح إلى عون وسلام ، لبنان يحتاج الى أكثر من المواقف البيانية

استمعنا الى ما نقل عن مواقف الرّئيسين جوزاف عون و نواف سلام أمام الوفد الإيراني الذي شارك بإسم إيران، في تشييع الأمينين العامّيّن لـ”حزبالله” في لبنان.

نعتبر المطالبة بوقف التّدخّل في شؤوننا الدّاخليّة، مسألة متقدّمة ولا شكّ في السّياسة الوطنيّة. لكنّه ليس موقفا جديدا. فقد سبق لرؤساء سابقين ولا سيّما الرّئيسان رفيق الحريري وميشال سليمان، أن طالبا، وعملا رغم الواقع الذي كان سائدا في حينه، على وقف التّدخل الإيراني في بلادنا. دفع الأوّل حياته ثمنا باهظا لموقفه، ودفع الثّاني هدرا لكرامته عندماوصف بأنّه بحاجة لرعاية.

التعامل مع إيران لا يجوز أن يتمّ بالقفّازات النّاعمة. نقول للرّئيسين عون وسلام، أنّنا نريد مداعاة إيران لتعويض لبنان ما سبّبته له من خسائر، ودمار، ونزاعات بين مواطنيه.

إيران هي المسؤولة عن الدّماء الغزيرة التي سفكت في البلاد منذ أكثر من عقدين. وهي المسؤولة عن الدّمار، والخراب، والتفكّك الإجتماعي، وسيادة الفساد، ونهب ثروات النّاس، وهجرة ألوف اليد الماهرة، وإنهيار الإقتصاد الوطني، وتباعد أبناء الأسر الواحدة والعائلات.

التعامل مع إيران لا يجوز أن يتمّ بالقفّازات النّاعمة. نقول للرّئيسين عون وسلام، أنّنا نريد مداعاة إيران لتعويض لبنان ما سبّبته له من خسائر، ودمار، ونزاعات بين مواطنيه

خسر لبنان طاقات ضخمة هاجرت وأقامت موطنها خارجا، ومنحت أولادها إلى شعوب أخرى بدلا عن الوطن الأم.

إيران حرمتنا أبناءنا، وأساءت إلى سمعة وطننا، فصار لبنان بفضلها، مرتعا للإرهاب والجريمة المنظّمة، ومصنعا للمخدّرات، ومصدّرا للآفات بعد أن كان مصدر إشعاع ونور. لن نقبل أن يتحمّل أهلنا وزرالإصلاح من حسابه، وحساب أبنائه، والأجيال الطّالعة.

إيران حرمتنا أبناءنا، وأساءت إلى سمعة وطننا، فصار لبنان بفضلها، مرتعا للإرهاب والجريمة المنظّمة، ومصنعا للمخدّرات، ومصدّرا للآفات بعد أن كان مصدر إشعاع ونور

لا يجب أن توجّه المساعدات التي سيقدّمها المجتمع الدّولي لهدف التّنمية لإعادة إعمار الدمار. نريدها لتحقيق الإصلاحات البنيويّة والهيكليّة في بنيته الإقتصاديّة والحياتيّة، وليس لإعادة إعمار ما دمّرته تدخّلات إيران في وطننا، وانتهاكها سيادتنا، وارتكابها بإرادة واعية وشرسة العدوان المستمرّ علينا. إيران هي التي يجب أن تعيد بناء ما دمّرته أسلحتها، بخداعها أهالينا الطّيبين تحت جناح الدّين والولاء للفقيه.

نحن نرفض اعتبار المساعدات الدّوليّة، بأنّها خدمات للبنان، وهبات من أجل السّلام. ما يدفعه المجتمع الدّولي حقّ طبيعي لنا.

لقد ترك مجلس الأمن لبنان بمفرده متبنيّا قرارات على ورق، ومتجاهلا واجبه في تنفيذ هذه القرارات، وفي دوره في حماية سيادة هذا الوطن المؤسّس للأمم المتّحدة

إنّها تعويضات لما تحمّله وطننا وشعبنا لسنوات، طويلة من حروب العالم على أرضه. نريد أن يرفع الرّئيسان الصّوت وبكلّ جرأة، بأنّ لبنان وشعبه، وما تحملاه من معاناة، هو الذي خلق الشّرق الأوسط الجديد. وهو الذي يفتح الباب الآن من أجل السّلام. صحيح أنّ آلة الحرب الإسرائيليّة- الأميركيّة، هي التي حقّقت التّغيير عندالرّؤوس الحامية، لكنّ لبنان كان السّاحة التي استخدمتها الرّؤوس الحاميّة، والتي تلقّت الضربات العسكريّة بسببها.

لقد ترك مجلس الأمن لبنان بمفرده متبنيّا قرارات على ورق، ومتجاهلا واجبه في تنفيذ هذه القرارات، وفي دوره في حماية سيادة هذا الوطن المؤسّس للأمم المتّحدة. لم يكن وجود الرّؤوس الحامية في لبنان وعلى أرضه، بفعل إرادة وطنيّة، بل بفعل قرار قوّة احتلال غاصب.

حافظ الأسد هو الذي سمح عام1982 بإنشاء الحرس الثّوري الإيراني لحزبه، حزب الله، في لبنان، وعلى مرأى من القوّات متعدّدة الجنسيّة الأميركيّة والفرنسيّة. وهو الذي دعمه، وفرضه على أهل لبنان وشعبه بعد اتّفاق الطّائف. وكلّ ذلك، برعاية ومباركةوصمت غربي- أميركي وعربي. نفهم أنّ تلك الدّول عملت ما يخدم مصالحها. نحن علينا أيضا أن نعمل بما يخدم مصالحنا.

نوكّد أنّنا لن نسكت عن أي تردّد في المطالبة بالعدالة لوطننا وشعبنا. معيارتأييدنا لهذا العهد والحكومة، هو هذا الموقف. لا بناء للسّلام بعد النّزاع فيلبنان من دون عدالة. السفير د. هشام حمدان

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *