كتب الدكتور شربل عازار تحت عنوان، نطّاط على حبالِ مصالِحه.
في ختام يوم تشييع السيّد حسن نصرالله وفي مقابلة تلفزيونيّة، قال عضو المكتب السياسي في “حزب الله” غالب ابو زينب الذي أعدّ مسودّة “اتفاق مار مخايل” مع جبران باسيل، قال :
“استفقدت جبران باسيل في التشييع وكان يجب أن يكون من أوّل الناس”.
وفي الحلقة التلفزيونيّة ذاتها قال الصحافي المُمَانِع قاسم قصير: “باسيل خَسِرَ اليوم لأنّه لم يشارك في التشييع، وما فعله السيّد الشهيد مع رئيس “التيّار الحرّ” ما حدا عملو”.
فيما باسيل غرّد كاتباً:
“…في حياتك كما في استشهادك دافعت عن هذه الحقيقة وهي، ولو افترقنا، كانت وستبقى قضيتنا في التيّار”.
“ولو افترقنا” !!
بالله عليكم، متى افترق جبران باسيل عن “حزب الله” وعن السيّد حَسَن نصرالله؟
فإليكم بعض ما قاله جبران باسيل منذ بدء “حرب الإسناد والإلهاء والإشغال” في ٨ تشرين الأول ٢٠٢٣:
في أواخر تشرين الأول ٢٠٢٣ وفي خضمّ جولاته على حلفائه لإفشال فكرة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون لمنعه من الوصول الى سدّة الرئاسة قال باسيل:
١- ” نترك للمقاومة أمر الدفاع عن لبنان وهي تعرف كيف تدافع عنه !”.
٢- “نحن نرفض أي عمل عسكري خارج ما تقوم به المقاومة !”.
٣- “لولا وجود حزب الله لاجتاحت إسرائيل لبنان كما تجتاح غزّة !”.
٤- “إنّ “حزب الله” لا يخطئ بالاستراتيجيّة !”.
٥- “إنّ مَن يُطَالب بتطبيق ال ١٧٠١ وسحب المسلّحين من الجنوب ليتسلم الجيش مهامه ودوره فكأنّه يدعو إسرائيل لاجتياح لبنان !”.
٦- “لو لم يكن لدينا مقاومة ماذا كانت إسرائيل فعلت فينا !”.
٧- “نحن مُطمئنون أنّ المقاومة تحمي لبنان وعليه، فإننا نستطيع ان ننصرف بارتياح لبناء الدولة !”.
وبعد اجتماع مكتبه السياسي في آواخر شباط ٢٠٢٤ قال باسيل:
٨- “موقفنا بديهي بأن نقف مع المقاومة لحماية لبنان بمواجهة الاعتداءات الإسرائيليّة !”.
٩- “ونُقَدِّر معادلة الردع التي ثَبَّتَها “حزب الله” وانبثقت عنها قواعد الاشتباك، وهي المعادلة التي مَنَعَت إسرائيل من الاعتداء الكبير على لبنان !”.
١٠- “ونُثني على جُرأة وحكمة السيّد حسن نصرالله اللتين أظهرتا الحرص على لبنان وعلى حماية المكتسبات !”.
وفي العشاء التربوي لتيّاره في شهر آذار ٢٠٢٤ أعلن باسيل:
١١- “التيّار الوطني الحرّ” باقٍ خلف “المقاومة” في مواجهة العدو الإسرائيلي وهو يدعم المقاومة لأنّ في ذلك مصلحة للوطن !”.
وفي احتفاليّة ١٤ آذار ٢٠٢٤ ذكرى حرب التحرير المشؤومة اعلن باسيل:
١٢- “التيار بعدو مه المقاومة بوجه إسرائيل والإرهاب طالما الجيش اللبناني مش قادر يقوم بالمهمة !”.
١٣- “وعَ فِكرة يلي بدّو يسحب سلاح حزب الله خلّيه يرفع الحظر عن تسليح الجيش اللبناني ويزوّده بنصف كميّة اسلحة إسرائيل !”.
وفي إفطار في جبيل في ٦ نيسان ٢٠٢٤ قال باسيل:
١٤- “الخطر الخارجي هو وجود إسرائيل المتربّصة بنا على حدودنا الجنوبية. ولو استطاعت إسرائيل ان تفعل باللبنانيّين ما فعلته بالفلسطينيّين فهي لم تكن لتتوانى، لكن وجود المقاومة منعها من ذلك !”.
١٥- “لأنّ المقاومة واحدة من عناصر قوّة لبنان إضافة الى الجيش والشعب، ومتى استطعنا المحافظة على “الجيش والشعب والمقاومة” عندها فقط نستطيع المواجهة !”.
وفي عشاء لجنة المراة في التيّار في آواخر حزيران ٢٠٢٤ قال باسيل:
١٦- “لن ننسى ما فعلته إسرائيل بجسور كسروان. إنّ سبب هذه الأوضاع الأمنيّة ليس وجود “حزب الله” بل وجود إسرائيل التي زُرِعَت رغماً عن اللبنانيّين والفاسطينيّين في الارض التي ولد فيها المسيح، وهي التي تُنَفِّذ اجتياحات متعدّدة قبل ان يتشكّل “حزب الله” كردّة فعل !”
وفي جولته العكّاريّة في آواخر حزيران ٢٠٢٤ صرّح باسيل:
١٧- “يراهن البعض على الخارج وعلى إمكانيّة حدوث ضربة أميركيّة لإيران او ضربة إسرائيليّة “لحزب الله”، وإنّ هذه الرهانات كانت في الحرب الأهليّة ولا نقبل بها !”.
١٨- “وللأسف بعض الناس يدافعون عن إسرائيل ويحمّلون المسؤوليّة “للمقاومة” بدل أن نفكّر جميعاً بكيفيّة مقاومة إسرائيل !”.
ويُنهي باسيل في عكّار:
١٩- “إنّ هذه الحرب ستكون كارثة كبرى على إسرائيل وستكون تسريعاً لنهايتها !”.
هذا غيضٌ مِن فَيض مِن مواقف جبران باسيل الداعمة لا بل “المؤلّهة” “للمقاومة” و”لحزب الله”. هكذا كانت مواقفه الى أن أتَت عمليّة “البيجرز” وما تبعها حتى استشهاد السيّد حَسَن نصرالله.
واليوم يريد باسيل أن يُخبِرنا ويقنعنا أنّه “افترق” من زمان، عن “حزب الله” ولذلك لم يحضر شخصيّاً مراسم تشييع السيّد نصرالله.
هذا هو باسيل، وهذه هي مدرسته وفلسفته ومسيرته، نطّاط على حِبالِ مصالحِهِ.
ونحن نَكُتب إنعاشاً للذاكرة ومنعاً للنسيان، ولكي لا يُخبِرنا “التيّار الحرّ” يوماً ما، أنّ “رئيسَه” كان من أشدّ المعارضين لسلاحِ “حزب الله” ولسياساته ولتفرّده بقرار الحرب والسلم.