لبنان والفدرالية.
إن تطبيق الفيدرالية في لبنان يعتبر موضوعاً معقداً يتطلب دراسة عميقة للواقع السياسي والإجتماعي والإقتصادي في البلاد ، فرغم تعقيداته والتحديات لكنه ليس مستحيلاً ، لذا فإن عرض بعض الامور اللازمة لاعتماد او تطبيق الفيدرالية واجب لتوضيح اسباب التعقيد و او التحديات وإمكانية تطبيقها وتبيان حسناتها وسيئاتها.
١- بالنظر الى التركيبة السكانية المتنوعة طائفياً وعرقياً، ما يجعل اي نظام سياسي يستند الى تقسيم السلطة بين مجموعات معينة يحتاج الى توافق واسع، لذا فإن الفيدرالية قد تساعد في منح جميع الطوائف والمجموعات العرقية تمثيلاً افضل في الحكم، لكن النظام الفيدرالي يحتاج الى توافقٍ واسعٍ بين كافة المكونات والأطراف لتحقيقه.
٢- لبنان عانى ولم يزل من صراعات سياسية وطائفية متكررة على مدى سنوات استقلاله، لذا يمكن ان تساعد الفيدرالية في منح جميع الطوائف والمجموعات تمثيلاً افضل في الحكم عبر اعطاء السلطات المحلية المزيد من الاستقلالية في إطار حكمٍ ذاتي في الأقاليم او المقاطعات، مما يُسهم في تعزيز الإستقرار ، شرط ان يكون هناك توافقاً واسعاً بين جميع الأطراف لتحقيق ذلك، إذ أنه قد يؤدي ايضا الى التفكك في حالة عدم وجود اتفاقيات ونصوص دستورية واضحة .
٣- إن أي تغيير جذري في النظام السياسي مثل اعتماد النظام الفيدرالي يجب أن يستند الى موافقة الشعب بكافه فئاته من خلال استفتاء عام او حوار وطني شامل، وتعديلات قانونية ودستورية ، مما يتطلب توافقاً بين جميع الأطراف السياسية.
٤ – في حال طرح الموضوع على الشعب لاستفتاءه، فهل يا ترى الشعب اللبناني بكافة أطيافه وطبقاته هو على بيّنة واطلاع كافٍ على النظام الفيدرالي او هو مكتفياً بالتنشئة الوطنية اللازمة للتمييز بين الأمور السياسية التي تُطرح عليه؟
٥ – إن الفيدرالية قد تساعد في تحسين إدارة الموارد الإقتصادية من خلال تركيز السلطة في الاقاليم، ولكنها قد تؤدي أيضاً الى تفاوت في التنمية إذا لم تتم إدارتها بشكل صحيح.
٦ – يجب تصميم نظام فيدرالي بشكل يتناسب مع الاوضاع المحلية بما في ذلك ضمان توزيع عادل للموارد والسلطات بين الأقاليم.
٧ – من البديهي أيضاً مراعاة الأبعاد الإقليمية والدولية، إذ يمكن ان تلعب القوى الدولية والإقليمية دوراً بارزاً في دعم او معارضه الفيدرالية في لبنان.
في الخلاصه ان تطبيق النظام الفيدرالي يتطلب تفكيراً شاملاً وتحليلاً دقيقاً للتحديات والفرص، ويتطلب بالضروره توافق القوى السياسية المختلفة في لبنان،
فهل من إمكانية لهكذا توافق داخلي، وقبول إقليمي ودولي؟
لننتظر القادم من الأيام .
فيليب عقل.
في ٢٠٢٥/٣/٧