لبنان مسيرة وتاريخ
أحببته مذ ولدت بالفطرة ربما وبالإنتماء وعرفت قيمته من زمان بالالتزام به، والدخول في ملكوته شرف لا يستحقه أي كان إلا بمقدار ما يستطيع أن يتحمل من أجله أكاليل الشوك والصلب وطعم المسامير والجلد. هو لبنان، فشعبه شعب مٱساوي قدره التحدي وبيته الخطر منذ كان، شعب تمرس بالمأساة فكان الإستشهاد نصيبه ورفيقه فرادى وجماعات منذ فجر التاريخ إلى اليوم ومازال. فمن مقاومة صور في وجه الآشوريين العام ٦٨٥ قبل المسيح وملكهم شلمانصر إلى مقاومة فينيقيا للكلدانيين أيام نبوخذ نصر العام ٥٨٥ ق. م، وصيدا لملك الفرس ارتحششتا العام ٣٧٤ ق. م، و الشاطىء اللبناني الذي واجه أهله الاسكندر المقدوني العام ٣٣٢ ق. م، والحروب الفونية بين هملقار برقه وابنه هنيبعل إبن فينيقيا مع الامبرطورية الرومانية والتي دامت زهاء ١٥٠ سنة، إلى صمود المردة ايام الفتح العربي العام ٦٣٦م ودفع معاوية بن ابي سفيان ويزيد ومروان عبد الحكم وابنه عبد الملك الجزية إلى سكان جبال لبنان لضمان هدوءه، إلى حروب المقدمين ضد العرب والبيزنطيين بين العام ٦٧٠ والعام ٧٠٠، إلى وصول الصليبيين العام ١٠٩٩ م، وفترة الأيوبيين وقائدهم صلاح الدين، ومن بعدهم المماليك وهجومهم على جبة بشري ١٢٨٣، إلى اجتياح كسروان وخرابها العام ١٣٠٥، واستشهاد البطريرك جبرائيل حجولا العام ١٣٦٧، واندحار المماليك على يد الطغاة العثمانيين ١٥١٦، وحروب المعنيين ضد الأتراك بقيادة فخر الدين الثاني، إلى معارك عنجر وعين داره والبقاع، ومقاومة اللبنانيين للمصريين بقيادة إبراهيم باشا ١٨٣٨، إلى ثورة يوسف بك كرم ضد داوود باشا أول حاكم أجنبي على متصرفية جبل لبنان ١٨٦١، إلى إنشاء لبنان الكبير ١٩٢٠، إلى العام ١٩٥٨ حين قاوم اللبنانيون مشروع عبد الناصر وقضوا على مشروعه بضم لبنان إلى ما يسمى “الجمهورية العربية المتحدة” وصولاً إلى العام ١٩٦٩ والانفلاش الفلسطيني والعام ١٩٧٣ والعام ١٩٧٥ وحتى اليوم في وجه الفلسطينيين والسوريين والليبيين والإسرائيليين والإيرانيين والمرتزقة الدوليين والإرهاب…. كل هذا باختصار لتبيان اعتناق شعبنا التحدي، مدافعاً عن الحرية و الكرامة بعزة نفس وجبين مرفوع يناطح الإعتداء، هو لبنان نقطة وصل وحب بين الإنسان والتراب والسماء والأديم، ويبقى ….
د.جو حتي