كتبَ الصحافيّ راي زيتوني عتبُنا على قدرِ مشاركتِكم شيّعتُم فتشيّعتُم كلمتي ليست موجّهةٌ طبعا لأصحابِ الدفنِ والتشييعِ وإنّما لمن تمنّينا عليهِم عدمَ المشاركةِ فهرعوا يتبارونَ في التشييعِ الى مدينةِ كميلِ شمعونَ الرياضيةِ يؤدّونَ مناسكَ الرحمةِ رغم الأسبابِ الكثيرةِ التي قدّمناها لهم! ماذا يمكنُ أن نسمّي مشاركتَكم؟! هل هي واجب؟ وهل من واجبٍ تجاهَ من دمّر لبنانَ واختصرَ دولةً بكاملِها بفائضِ قوةٍ مقيت!؟ هل هي مشاركة؟ وهل نشاركُ مَن لم يشاركْنا لا بقرارِ الحربِ ولا بأيّ قرارٍ وطنيّ آخر؟ هل هي محبة؟ تجاهَ من؟ تجاهَ من كرِهَ هذا الوطنَ وشعوبَه وأذلّ علَمَه وأرزَه وجيشَه؟ هل هي لحظةٌ وطنية؟ أيّ وطنيةٍ هذهِ تلكَ التي تُدمّرُ نصفَ العاصمةِ بيروتَ بنتراتٍ كيلوّاتُه طوعُ أمرِ بشارَ المجرمِ؟ وأيّ لحظةٍ في الثلاثين سنةٍ الماضية لم تخلُ مِن حروبٍ وإرهابٍ وتعدّ على الحرّياتِ وتمجيدٍ للسابعِ من أيّار وقتلٍ في الحادي عشرَ منه، وقمعٍ وتنكيلٍ بالصحافةِ والإعلامِ واغتيالٍ لأصحابِ الكلمةِ الحرةِ والنَفَسِ الإعلاميِّ الجريء؟ أم هل هي مسامحة؟ إنْ كانت عدالةُ السماءِ نفسُها لم تسامحْ ولم ترضَ إلّا وأن يُبلى الظّالمُ بأظلمِ، فمَن نحن لنسامحَ من قتلَ رئيسَ حكومتِنا وعطّل انتخاباتنا واغتالَ وهدّدَ وأذلّ رموزَنا الدينيّةَ ودنّسَ مقدساتنا! هل هي عفا الله عمّا مضى؟ وكيف نعفو نحنُ عن ثلاثينَ سنةٍ تقريبا رسموها بالدّمِ والحروبِ في لبنانَ وسوريا والعراقِ واليمنِ وغزة..؟ كيف نعفو عمّن تسبّبَ بتصحيرِ الجنوبِ وتهجيرِ أهلِه وقتْلِ شبابِه وشيبه وأطفالِه ورُضّعِه بحربٍ عبثيةٍ لا ناقةَ للبنانَ فيها ولا جَمل! كيف نعفو عمّن هدّد القضاءَ اللبنانيَّ وحوّلَ مِطرقةَ القضاءِ الى سيفٍ مُسلَطٍ على رقابِ القضاةِ الشرفاء، وعطّلَ التحقيقَ في تفجيرٍ هو الأعنفَ والأكبرَ طالَ عاصمةَ لبناننا الحبيبِ وابتلعَ حقَّ أمّهاتِ شهدائنا في معرفةِ مَن تسبّبَ بقتلِ فلذاتِ أكبادهنّ؟! هل هي تضامن؟ مع من نتضامن، أمعَ منْ تضامنَ مع كلّ تجليّات الإرهابِ المحليّ والإقليميّ والدوليّ فاحتضنَ حماسَ والحشدَ والحوثيَّ وكلَّ ذي منحىً تدميريّ ضدّ مصلحةِ لبنانَ ولأجلِ حصةٍ لنظامِ الثورةِ الإسلاميّ في المنطقة على حسابِ مصلحةِ لبنانَ بالأمنِ والاستقرارِ ورفاهيّةِ شعوبِه؟! هل مشاركتُكم رفعُ عتبٍ وطني؟! وأيّ رفعِ عتبٍ يتناسى ماضٍ إجراميّ ليسَ ببعيد ويحوّلُ ذاكرتَكم إلى مستوعبٍ أصفرَ برّاقٍ؟! لا يا سادة، لا يا جهابذةَ الواجبِ والتعاطفِ والمحبةِ والشراكةِ والانسجامِ والعفوِ واللحظاتِ الوطنيةِ.. أنتم أسأتم تقديرَ التاريخِ فخرجتم منه، وتقديرَ مشاعرِنا فجفّت تجاهَكم، وتقديرَ وطنيتِنا فخسرتم تأييدَها وجعلتُم مِن أنفُسِكم هدفاً لعَتبِنا الذي باتَ على قدْرِ خيانتِكم وذمّيتِكم المقيتةِ القاتلة!