تصدع محور كان قلب الشر ومنزله.
نعم لقد سقط قناع محور الشر عن وجه لابسيه، وكان لا بد أن يسقط في حتمية التاريخ ومسار الدول وعيون الناس، محور بانت هشاشته، وفاحت رائحته الكريهة من جثث أتباعه وركام بنيانه، والغريب أن من ساهم بإسقاطه هم المتخفون وراءه تحت وهم العظمة والقوة، أولئك الذين تحت تأثير مخدر الزيف اعتقدوا لوهلة أن الضفدع بشربه الماء يصبح ثورا. ومن الأسباب الاخرى التي سرعت إنهيار الطغاة، ممارستهم القتل والفجور والإستعلاء والإستكبار وصناعة وتجارة المخدرات، وتفجير مرفأ بيروت دعماً لنظام بشار، وإغتيالهم من يعارضهم من السياسيين والمفكرين والصحافيين الأحرار، وتدمير الدولة والإستيلاء على مؤسساتها لصالح الدويلة العميقة العقيمة، ونخر أساسات لبنان. لقد سقط قناع الشر يوم انغمس ما يسمى “حزب الله” بوحول الحرب السورية الداخلية في مساندته نظام الإجرام الذي أمعن قهراً وتقطيعا بشعبه وشعوب الآخرين. إن تدخل “حزب الله” بالحرب الأهلية السورية جعله مكشوفاً ولقمة سائغة في فم إسرائيل، ومن الخطايا والأخطاء التي ارتكبها هذا الحزب المتذاكي المؤدلج دينياً ومذهبيا، محاولته إقناع أتباعه والذميين من البيئات الاخرى أن عملية قتل السوريين وأطفالهم وتشتيتهم إنما هو عمل “إلهي” واستباقي لمنع الإرهاب التكفيري من عبور الحدود إلى الداخل اللبناني، لكن سعيه الأساسي كان دعم النظام السوري بالأرواح والأجساد تحقيقاً لديمومة مشروع الوالي الفقيه في المنطقة، والحفاظ على الإمتداد الجغرافي من طهران إلى بيروت عبر بغداد ودمشق، لكن السحر انقلب على الساحر عندما خربط يحيى السنوار اللعبة مقرراً خرق الخطوط الحمر ودخول الأراضي الإسرائيلية في لحظة طيش غير محسوبة لخطف بضعة جنود للمفاوضة على تحرير أسرا، فتدحرجت الأمور إلى حرب تدميرية لم يشهد العالم مثيل لها منذ عقود، تلاها حروب إسناد دمرت لبنان وأدت بنتائجها إلى إغتيال نصر الله و٣٧ من كبار القادة، وإلى إنهاء نظام البعث السوري واقتلاعه وفرار بشار الجزار، وإلى تقطيع أجنحة المحور وأذرعه. والسلام…
د جو حتي