التعارض لا يؤسس لبناء وطن

التعارض لا يؤسس لبناء وطن.
قوميتين وتيارين ونهجين وحضارتين في صراعهما المباشر والمستتر منذ نشوء لبنان وقبله منذ مؤتمر باريس العام ١٩١٣، لا يبنيان وطن، هم المختلفان في أزمة الإنتماء إلى الكيان وجوهرية الشعور الوطني والنقص في التمازج والترابط وكافة الإشكالات. ومنذ تحرر لبنان الساعي إلى الحرية منذ مئات السنوات بعد الحرب العالمية الأولى ومٱسيها، من نير الإحتلال وانهزام تركيا على يد الحلفاء، يعيش لبنان واللبنانيون أزمة الجمهورية المستدامة في الأزمات لبنان هذا الوطن المعقد بطبيعة تركيبته المجتمعية والسوسيولوجية، المركب من مجموعات دينية ومذهبية مسيحية ومحمدية مع قدر كبير من التيارات والاتجاهات ذوات الأهواء الغريبة الإقليمية والعالمية التي جعلت منه عرضة للهزات والثورات والإضطراب والإحتلالات والنزاع الخلاقي بين الشرائح والمكونات بشكل دوري، تلك المجموعات المختلفة بالنظرة إلى الحياة ضمن الكيان الواحد، حتى أطلق عليهم المتابعون والمتعاطون بالأمور الجيوـ سياسية تعريف “الشعوب في بلد الأزمات المتلاحقة، والمتلازمة، والحروب المتتالية في إطار نقص مناعة القواسم المشتركة والتلاقي، وفشل تحصين المصير والشعب على الأرض الواحدة.
منذ إندحار الإحتلال العثماني ظهر التباين بين المجموعتين المختلفتين حيث استشرست الأولى في أحقية السعي إلى الإندماج وإلى الحلولية والذوبان ضمن المملكة العربية السورية بزعامة الأمير فيصل بن الحسين، فيما حاربت الثانية مستميتة بقيادة البطريركية المارونية دفاعاً عن الإرادة الدهرية السيادية المنادية بالحرية والاستقلال ضمن أراضي لبنان التاريخية وتحلق حول هذا الخط مؤيداً عدد من الهيئات والفئات من المذاهب الاخرى وإن بإعداد خجولة…. ومنذ حينه تتوالى الأزمات وتتغير الوجوه، لكن الجوهر واحد في الصراع…

د.جو حتي

Spread the love

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *